أولاً: العين الإنسية:
تقع من أعين الناس بالنظر وإبصارهم للشيء، فقد يكون بسبب نظر العين نفسه، وقد يكون بغير النظر كالكلام والوصف وتخيل وتذكر الموصوف بالسماع والتفكر أو الإحساس باليَّد أو بالشّم فتكون هذه الحواسّ أدوات تصوّر لتلك النفس ولتلك الروح حالة الموصوف فتؤثر تلك الروح في الموصوف حسب خبثها وقوَّتها.
ثانيًا: العين الجنّية:
العين والحسد اللذان تقعان من الجـن، فقد صح عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال عليه الصلاة والسلام: (استرقوا لها، فإن بها النظرة).
قال الحسين بن مسعود الفراء: وقوله: سفعة. أي نظرة، يعني: من الجن، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان). [زاد المعاد: ج4/ ص149]
وكم من الناس قد أصيب بأعين الجان وحسدهم، قال ابن القيّم: [وقوله تعالى: “وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد” [سورة الفلق:5]. يعم الحاسد من الجن والإنس، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعالى: “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا” [سورة فاطر:6]. ولكـن الوسواس أخـص بشياطين الجــن والحسد أخص بشياطين الإنس، والوسواس يعمهما كما سيأتي بيانهما. والحسد يعمهما أيضًا. فكلا الشيطانين حاسد موسوس. فالاستعاذة من شر الحاسد تتناولهما جميعًا] [بدائع الفوائد: ج2/ ص371].
ثالثًا: أعين الحيوانات:
بعض الحيوانات تصيب الناس بأعينها ونظرها وتؤثر وقد تقتل بها.
نوعان من الحيَّات وهما:
1- الأبتر (ذنبه قِصَيرِ).
2- ذي الطفيتين (على ظهره خطَّين أسودين)
وهما يلتمسان البصر: أي أنها تعمِي، ويسقطان الحبل: أي أنها تسقِط الجنين.
قال الإمام ابن القيّم: [وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك، فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين، ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (في الأبتر (ذنبه قِصَيرِ) وذي الطفيتين (على ظهره خطَّين أسودين) من الحيات: (إنهما يلتمسان البصر (تعمِي)، ويسقطان الحبل (الجنين)) [زاد المعاد: ج4/ ص149].